هدد
رئيس بلدية قرية فرنسية خلابة باستدعاء الجيش لتطويق موجة من المتعصبين
الغرباء الذين بدؤوا يغزون قريته بدعوى أنها المكان الوحيد على وجه الأرض
الذي سينجو من هرمجدون التي ستنهي الحضارة الإنسانية يوم 21 ديسمبر/ كانون
الأول 2012, حسب تنبؤاتهم.

ووفقا لهؤلاء, فإن كائنات من خارج الفضاء تنتظر نهاية العالم بهدوء داخل
تجويف ضخم تحت جبل باغاراش الذي يُعد أطول قمة في جبال كوربيير في منطقة
أود في الجنوب الغربي لفرنسا.


ويعتقد هؤلاء الناس أن هذه الكائنات سترحل فور نهاية العالم، ويأملون أن
تأخذ معها بعض المحظوظين من البشر، ويودون أن يكونوا ضمن أولئك المحظوظين.


ويحذر العمدة جان بيير ديلور من أن الأمر مقلق بالنسبة لقريته التي لا
يتجاوز عدد سكانها 189 نسمة, قائلا "تخيل أن عشرة آلاف شخص تدفقوا إلى هذه
القرية, لن نستطيع أن نتحمل ذلك, وقد أخبرت السلطات الإقليمية عن تلك
الهموم وأريد أن يكون الجيش على أهبة الاستعداد لمد يد العون إذا حصل شيء
في ديسمبر/ كانون الأول 2012".


ويضيف ديلور أن الناس ما فتئوا يزورون قريته منذ عشر سنوات تقريبا بحثا عن
تلك الكائنات التي يقولون إنها من خارج الفضاء وذلك منذ أن نشر أحد سكان
القرية, وقد مات منذ ذلك الحين, خبرا زعم فيه أنه رأى كائنات من الفضاء
وسمع أزيز مركباتها الفضائية تحت الجبل.


ويؤكد العمدة أن الاهتمام بقريته ارتفع فجأة وبشكل صاروخي منذ أن قامت بعض
المواقع المتخصصة في قضايا الأطباق الطائرة, وأغلبها في الولايات المتحدة
الأميركية, بإسداء النصح للناس بالاحتماء بباغاراش مع بدء العد التنازلي
لهرمجدون.


وقد قام بعض المهتمين بالأطباق الطائرة بشراء بيوت في المنطقة بأسعار
فلكية, كما تقوم بعض الفرق بعقد دورات غريبة يصل سعرها ثمانمائة يورو
للأسبوع, يقدم الشخص خلالها, حسب ديلور "لمعلم روحي ويجرى تعميده, ... وما
إلى ذلك من السخافات وكل ذلك مقابل مبلغ مالي يدفع نقدا".


وعن تأثير هؤلاء الزوار على سكان القرية، تقول فالري أوستين التي تقطن هذا
المكان منذ عشرين عاما "لم تعد تستطيع أن تخرج للنزهة رغم جمال المنطقة
لأنك الآن ستقابل أناسا يغنون وآخرين مستلقين على ظهورهم يتأملون... لم نعد
نشعر أن المكان هو مكاننا الذي عشنا فيه"